كلمة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بخصوص جائزة " خوجازادي محمد محي الدين أفندي "
السيد المفتي العام المحترم،
السادة أعضاء مجلس القيادات الدينية المجلس الاسلامي الأعلى و مجلس المفتيين المحترنين،
السادة المحترمين ممثلي المجتمع الإسلامي في بلغاريا
السادة المحترمين ممثلي السلطة التنفيذية و القانونية في بلغاريا
أصحاب السعادة ممثلي السلك الدبلوماسي في بلغاريا،
اعزائي السيدات و السادة ،
نشكركم على تلبيتكم دعوتنا في اليوم الذي يحتفل به الطلاب البلغار بعيدهم .نحييهم بعيدهم اليوم و ان يتفانوا في طلب العلم و ان يتعلموا طيلة حياتهم. العالم بحاجة ملحة بكوادر متعلمة و حكيمة!
السادات و السادة المحترمين!
لي شرف كبير و مسؤولية كبيرة اليوم ان نفتتح مراسم تقديم الجوائز السنوية في هذا اليوم من فصل الشتاء .
قال خاتم الأنبياء و الرسل محمد عليه الصلاة و السلام متبعا سابقيه من الرسل الذي أرسله الله تعالى – ادم ، إبراهيم. سليمان ، داوود ، موسى و عيسى قال: " الشتاء ربيع المؤمنين " خلف هذه الكلمات تكمن حكمة كبيرة و التي ممكن ان نتحدث عنها مطولا .
في هذا اليوم من فصل الشتاء تشعر بحرارة الربيع و حيويته انا اليوم سعيد جدا ، لأنه يوم تاريخي بالنسبة للمسلمين في بلغاريا. في هذا اليوم وقبل 107 أعوام في العاصمة صوفيا تم اختيار المفتي العام الأول لبلغاريا خوجازادي محمد محي الدين أفندي الذي وضع بداية لدار الإفتاء العام. منذ ذلك الوقت وحتى الآن فهو يمثل الجالية الإسلامية الكبيرة التي تعيش منذ قرون على هذه الأرض.
هنا المكان الذي يجب أن نشير إليه، ان هذا الخيار هو عمل اساسي تم تحقيقه نتيجة العلاقات الودية التي تحكمها حسن الجوار بين جمهورية بلغاريا و الجمهورية التركية، و هو نتيجة التنفيذ الفعلي للاتفاق العالمي و قوانين البلاد، التي تضمن حقوق حرية العبادة و ممارسة الدين.
لكن هذا ليس كل شيء لكن التصرف الحكيم للمجتمع الإسلامي في بلغاريا و قيادتهم الدينية الحكيمة في ذلك الوقت لها أهمية كبيرة لبداية مشرفة .
الأسس التي وضعها المفتي العام الأول لبلغاريا خوجازادي محمد محي الدين أفندي المحترم في تلك الأيام العصيبة من 1910- 1915 سنوات الحرب كانت قوية و متينة حتى رياح الشيوعية و الإلحاد لم تتمكن من القضاء عليها .
أيها السيدات والسادة!
لتأخير معروف لدى الجميع المركز القيادي للمؤسسة الإسلامية ممثلا بالمجلس الإسلامي الأعلى أتخذ قرارا لتخليد لقرون ذكرى المفتي العام الأول لبلغاريا خوجازادي محمد محي الدين أفندي بتأسيس الجائزة الأولى و التي تحمل اسمه في مؤسسة الدين الإسلامي. اكرر هذا الأمر حصل بالخير و لأسباب معروفة و الذي كان من الواجب أن يحصل في عام 2010 بمرور 100 عام على تأسيس دار الإفتاء العام للمسلمين.
ولكن كما هو المعروف لعدد كبير من الحضور بأن المقر المركزي لدار الإفتاء العام كان مشمعا و مغلقا و أوساط معروفة كانت تسعى لتدمير المؤسسة الدينية ذات التاريخ الذي يعود لقرون من أجل إنشاء مؤسسة شبه مدمرة و مدمرة فكريا للمسلمين الشرفاء و المخلصين لوطنهم ؟!. و لكن بعون الله و رحمته لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم و ان شاء الله في المستقبل لم يتمكنوا من ذلك.
ضيوفنا الكرام ،
هذه الجائزة هي تعبير عن النضوج المؤسساتي و الاستمرارية في مؤسساتنا التي توحد جميع المسلمين في بلغاريا بصرف النظر عن العرق و اللغة او التباينات الدينية بينهما.
هذا الامر هو كنز و ثروة للمجتمع البلغاري اذا تم تقيمه بالشكل الصحيح....
بالتأكيد هذا الأمر ورثناه من أجدادنا و الذي يجعلنا أكثر قوة و أكثر صلابة مع مرور الزمن و نكون أكثر نفعا لمجتمعنا. هذا الأمر هو سر قوتنا كمسلمين في بلغاريا و الذي في المستقبل يجعلنا أكثر قوة و أكثر صلابة ولا يمكن أن يهزنا و يزحزنا عن اهدافنا.
ان هذا الأمر ضروري من أجل تطورها كمؤسسة و مجتمع في زمن التغيرات في مواجهة التحديات الكبرى، و المجتمع بحاجة إلى حكمة، ثقة ، أمان و العيش بسلام.
أيها السادة المحترمين،
المجلس الاسلامي الأعلى أتخذ قرارا ان جائزة خوجازادي محمد محي الدين أفندي ان تعطى إلى أشخاص ساهموا بشكل كبير في تطوير المؤسسة الدينية الإسلامية و المجتمع الإسلامي في بلغاريا .
أعمالهم كان لها دور كبير في المساهمة في حلب الخير المجتمع البلغاري ككل
لأن مؤسستنا الدينية الإسلامية نمثلها نحن جميع المسلمين في بلغاريا و الذين نحن جزء لا يتجزأ من المجتمع البلغاري. أعمالهم المشرفة ستبقى مثلا يحتذى به للاجيال القادمة .
لكن للاسف في يومنا هذا يوجد فئات مستغلين وجودهم في السلطة التي أعطيت لهم من أجل إدخال التطور في المجتمع بعضهم يحاول شطر المجتمع بالتعبير عنه بجمل مثل المسلمين الصالحين. هذا الأمر سيذكر التاريخ ولكن ليس بالخير..
وبالفعل أقدم تحياتي للفائزين الأوائل بجائزة خوجازادي محمد محي الدين أفندي لأنهم في هذه الأوقات العصيبة اعطوا مثالا المجتمع و اعطوا املأ للمجتمع و لمستقبل أفضل. احيي الفائزين فردا فردا و اتمنى لهم ان يستمروا في العطاء و في نشر الخير ، الذي قاموا به حتى اليوم.
من هذا المكان أتوجه بالشكر إلى أعضاء المجلس الاسلامي و لجنة منح الجوائز لهذا اليوم على الثقة ، التعاطف ، التعاون و الجهد الذي بذلوه و العرفان لموظفي دار الإفتاء العام الذين عملوا بصدق و إخلاص من أجل تحقيق مراسم حفل منح الجائزة هذا اليوم.
اشكركم جميعا اعزائي الحضور بأن كرمتموتا بحضوركم في مراسم منح الجائزة الأولى للعرفان ، والذكرى و ثبات و استمرار المؤسساتية.
الديانة الاسلامية جميع الحقوق محفوظة