اخوتي و اخواتي المسلمين

في اول يوم من مساء شهر رمضان التي ننتظر فيها رحمة الله تعالى ، نقف أمام تحديات ، و هو استقبال شهر رمضان المبارك بظروف غير طبيعية.

لو احد أخبرنا العام الماضي أو قبل شهر أنه اننا ستستقبل شهر رمضان ولم تذهب الى الجوامع ، ليس فقط اننا لن تصدق ذلك ، و لكننا كنا قد غضبنا و قاومنا هذا الأمر دفاعا عن ديانتنا و امور اخرى . طبعا هذا رد فعل سيستحق الثناء ، لكن وهل هذا يكفي ؟ هل هو ضرورية هل لهذا الأمر له معنى أن تثور ضده و لكن بدون انتصار ؟ اليس من الافضل ان نقوم بعمل ما مختلف بعد أن تيقنا بأننا سوف نستقبل شهر رمضان باستقبال يختلف عن السنين السابقة .؟

هل هو موقف بطولي ،اذا ما خضعنا لنداءات السلامة أن لا نذهب الى الجوامع ؟ تقريبا في كل أنحاء العالم الجوامع مغلقة ، لا يوجد صلاة جمعة و لا يوجد صلاة  تراويح و لا مجالس دينية و لا افطارات جماعية . اذا انا ذهبت إلى الجامع على الرغم من أن كل الناس لا تذهب الى الجوامع ؟ ماذا تعني هذه الخطوة من طرفي ما هي الرسالة التي احملها للعالم _ انني اصبحت بطلا – هل اصبحت أكثر تدينا ؟!

هذه الأسئلة و غيرها تشغل عقولنا في الأيام الأخيرة من شهر شعبان ..المسلمون على قناعة تامة بأن هذا الأمر هو تحظي و امتحان من الله تعالى و سبب ذلك و كذلك مصدره .بالتالي لي مهم أن نعمل شيء مختلف عما يعمله المسلمون ، المهم أن هذا في وضع أن نعمل شيء يرضي رب العالمين .

في ظل هذه الظروف مهم جدا أن نكون مع الله ، أن نكون مع أنفسنا ، و أن نكون مع عائلاتنا ، و إضافة إلى ذلك أن نكون متعاطفين مع الفقراء من الناحية المادية و من الناحية الروحية ، و أن تلتفت إليهم على الرغم من صعوبة الأوضاع .

بهذا السياق يحب أن نغير اهتماما و بذل جهدا أن ننتبه إلى أنفسنا . حيث أن رمضان هو الفترة التي يمنح الله تعالى الفرص في ظل هذا الوضع الطارئ الذي يجب أن نحقق إرادته بطريقة أخرى .

هذه الفترات ليست بدون نهاية ، يحب علينا استغلالها بافضل الطرق !!!!

اللهم تقبل عباداتنا و أعمالها !

امين .

الدكتور مصطفى حاجي

 

المفتي العام لجمهورية بلغار

 

 


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة