الدين و الفن مثل الشقيقان لهذا السبب بامكاننا أن نسميها الضرورة العضوية و الروح.
نوركان نوف من مواليد شهر آب عام 1996 في رازغراد..حصل على تعليمه الثانوي في الكلية التقنية المهتية " شاهدوا بيتيوفي " في مسقط رأسه في المدينة التي تعلم فيها التوصيل الكهربائي للإنتاج الصناعي . بعدها بدأ التخصص في جامعة فيليكوترنوفو " جامعة القديس كيريل و متودي ،حيث هناك حصل على شهادة البكالوريوس في عام 2019 بتخصص " الرسم و الاعلان" في فرع الفنون الجميلة .تخرج بدفاعه عن مشروع تخرج يحمل عنوان " التعايش الثقافي " ، الذي تضمن انجاز مشروع للحياكة البلغارية بتحفيز من الخط العربي . حاليا يتابع تعليمه العالي في برنامج لمدة سنة ماجيستير في " الرسم و تقنيات الفن الغير تقليدي " .
نوركان في مقابلة سابقة معه ، تحت عنوان عصر جديد في الفن ، علق قائلاً " إذا اعطيتكم كل شي ، سوف تستغربون من اين تبدؤا" ٠٠٠٠ انا الان اقع في هذا الموقف ، انت بالفعل تملك الموهبة وفنان ذو مواهب عديدة ، تعطي الكثير في مجال الفن ، و أنا أستغرب من اين ابدا هذه المقابلة .
هلا سردت لنا متى و كيف للمرة الأولى التقطت فيها فرشاة الرسم ؟ وكيف اكتشفت هذه الموهبة ؟
في الصف العاشر و الحادي عشر في الكلية بدأت الرسم بشكل جدي . ووقعت على فيديو كيف يتم عمل قاعدة للوحة رسم . في ذلك الوقت لم يكن لدي اهتمام بالرسم ، وكذلك الأمر بالنسبة للشق الفني للرسم . وهكذا قمت بعمل أساس اللوحة الفنية و شيئ ما بداخلي قال لي أن أقوم برسمه . اول شيء رسمته كان صورة لذئب من المسلسل للصور المتحركة " نو باغادي" في دهان و فرشاة للطلاء .
اول عمل لمسابقة فتية لنوركان نوف
الشخص الذي شجعني أن أسير في طريق الرسم كان اخي . و اذا رجعنا قليلا الى الوراء ابي كان ذلك الشخص الذي بدأ بتعليمي كيفية الرسم -لا غزال اتذكر تلك الرسمة للجزيرة بشجرة النخيل ، التي رسمناها سويا ، لكن في الواقع اهي الذي شجعني أن أبحث عن نفسي أن ارسم ذلك الشيء الذي اشعر به و ليس ذلك الشيء الذي أراه . أن يكون واقعيا و رسام حقيقي .لذا لم يكن اخي لكنت اليوم عامل فني كهربائي و لا يمكنني أن ادخل في مجال الفن ، ولا كنت حصلت على تعليم عالي
ما هو الفن الذي تزاوله اليوم +هل فعلا ما هو معروف بانك فنان بديل أو فنان للرسم الغير تقليدي ؟
قبل ذلك كنت انظر إلى نفسي هكذا ، لكن في الوقت الحاضر كرست نفسي على أن اتلذذ في هذا الجمال .قبل ذلك كنت احاول ان اكون مميز وان اختلف عن الآخرين و ان اكون اكثر تمييزا .... الان هدفي الأساسي ان اكون "لا شيء" الذي اتقبله بشكل سلبي .وكما قال أحدهم ٠٠٠" بقدر ما انت في الاسفل ، فانت اكثر علوا ".
بهذه الفترة ازاول في مجالات متعددة في الفن – حاليا أقوم بصناعة تماثيل ، و اهتم بالشعر و الفن التشكيلي. اهتم بفن الكتابة الإسلامية و ارسم لوحات طبيبة .لا يمكنني تحديد نفسي بأن لي اسلوب مميز لأنني انا نفسي أتجنب أن يكون لي اسلوب خاص بي .
لك عشرات من المعارض الخاصة بك ، هل شاركت في معارض مشتركة مماثلة . ما هو المعرض الذي تعتز به أو الذي ترك اثر عميق في حياتك الفنية ؟
اول معرض لي كان في الصف الحادي عشر في الكلية و كان “pop art” و كان من طراز الفن الشعبي أو رسم المشاهير . ولكن بعد أن دخلت الاسلام أتجنب الرموز و بشكل عام توقفت عن رسم الوجوه .
بعد ذلك شاركت في معرض مشترك . بعد ذلك كان لي معرض خاص تحت شعار " حزن بلا سبب " و كان في فترة مظلمة من حياتي لهذا السبب اخذ المعرض هذا الأسلوب . حتى تخرجي من الكلية كان لي معرض ثالث خاص بي . عندما كنت طالبا في الجامعة كان لي العشرات من المعارض .
و لكن لا يوجد معرض اثار شعوري بالالتهاب ،لأنني بشكل عام أتجنب أن افتخر باي شيء .
قبل عدة سنوات ، في السنوات الأولى من دراستي في الجامعة ، كنت افتخر كثيرا . كنت أقوم بأعمال كثيرة ، كنت دائما مشغولا ، كنت اسافر من مدينة إلى مدينة ، من معرض الى معرض ، هذا الأمر ارهقني كثيرا من الناحية النفسية و عانيت الكثير جراء ذلك و وصلت إلى مرحلة تسمى توتر اسهالي „burn out”.منذ ذلك الوقت توقفت عن الافتخار . وأدركت أن على الإنسان أن يتجنب شعور الغرور و أن لا يبديها في اي مجال من مجالات الحياة ، بغض النظر عن النجاح الذي وصل إليه في اي مال من مجالات الحياة .
في اي لحظة صعبة من حياتك انفتحت على الاسلام ؟
شعرت بالإسلام لأول مرة ، عندما كنت في السنة الثانية في الجامعة . ،ذلك الوقت بدأت اعمل في مجال الكتابة الإسلامية و نتيجة لذلك بشكل سريع توقفت عن العمل بها . و لكن قبل خمسة أشهر من جديد بدأت ازاول فن الكتابة الإسلامية . وقررت أن أعمل تبرع لجامع فيليكو ترنوفو ، و بفضل هذا العمل تعرفت بالمفتي الإقليمي و كذلك ممثلين عن طاقم دار الإفتاء في فيليكو ترنوفو .و خطوة بخطوة ارشدوني الى طريق الاسلام .في فيليكو ترنوفو تعلمناه أقيم الصلوات الخمس و تعلمت ما هو حلال و حرام .
ما هو شعورك ، بعد أن أصبح الاسلام جزء منك ؟
هذا الشعور لا يمكنني وصفه . على الرغم من أنني على مدى سنتين كان لدي شعور بالقلق الكبير و بعد أن تعرفت ومارست الديانة الإسلامية ..... اختفى كل شيء .... الاسلام شيء غير طبيعي .
هل انت في الكتابة الإسلامية عصامي ؟
و كيف تولعت بهذا الفن ؟
الكتابة الإسلامية لنوركان نوف
نعم تعلمت قراءة القرآن الكريم من مصادر كثيرة و متعددة . لا أزال اهجي ، و لكن اقدر على قراءة اللغة العربية . الكتابة الإسلامية اعملها يدويا بالقلم و الفرشاة ، و كذلك بشكل رقمي . كتابتي الإسلامية بالقلم اعمل على تطويرها ، لان هناك بعض حدود التناسب ، التي يجب المحافظة عليها و امور اخرى . بالحقيقة معظم كتاباتي الإسلامية مرسومة بالفرشاة أو رقمية .
في مشروع تخرجك بتخصص " الرسم و الاعلان " في جامعة فيليكو ترنوفو " القديسين كيريل و متودي " قمت بعمل مشروع دبلوم " التعايش الثقافي " الذي تضمن الحياكة البلغارية و الكتابة العربية . كيف ولدت هذه الفكرة لديك ؟ هلا قصصت علينا ؟
التعايش الثقافي بين الحياكة و الكتابة الإسلامية
ولدت الفكرة من خلال مشاهدتي لفلم " لمن هذه الأغنية " للمغنية اديلا بييفا . هذه الأغنية التي تغنى في كل دول البلقان وجميع الدول تقول إن هذه الأغنية لوطنهم .و محور الفلم هو أن نصل إلى حقيقة هذه الأغنية و الى اي بلد تنتمي . هذا ما كنت اريد ان أوصله للجمهور بحيث إذا شاهدها شخص بلغاري لوحة التعايش الثقافي يقول إن هذه الحياكة بلغارية و إذا شاهدها عربي يقول إن هذه الكتابة عربية . بهذا المعنى لا نكون متأكدين من المصدر الثقافي لأي لوحة . ممكن أن نكون شاكرين بهذا الصدد لوجودها . و بالنتيجة استخدام الثقافة ليس كوسيلة لتفريق العالم بل كوسيلة التقارب بين الناس.
هناك حقيقة بأن اخيك دانيس نوف بأنه مشهور في مجال آخر . فهو يرسم بالكلمات . هل قمت بعمل مشترك سابقا و تخططوا في المستقبل أن يكون هناك مشروع مماثل و أن تجدوا نقطة تقاطع بين الفن التشكيلي و فن الكلام .
نوركان نوف من اليمين مع أخيه الأكبر دانيس نوف نوف من اليسار
نعم في المعرض الذي أقيم في رازغراد كانت الصور معلقة في الهواء و تحت كل صورة كان هناك أحد ابياته الشعرية لأخي دانيس .لكن بشكل عام نقطة التقاطع بيننا بأن كل كلمة قالها كان لها تأثير إيجابي على أعمالي الفنية . بحيث أن هناك نقاط التقاء كما هو في دمنا الواحد و كذلك الأمر في الفن لنا نقاط التقاء أيضا.
ماهي مشاريعك في المستقبل القريب ؟
لظي رغبة كبيرة أن أعمل معرض للكتابة الإسلامية في مسقط راسي في رازغراد باول فرصة تسمح لي بعد الخروج من أزمة فيروس كورونا.
اين تجد نفسك بعد عشرة سنين ؟ ماذا تريد أن تصل إليه في في المجالات المختلفة التي تهتم بها ؟
انا راضي عن ما أنا فيه و الحمد لله لا احتاج الى شيء اريد فقط ان اكون نفسي في مجال الكتابة الإسلامية لان هناك العديد من الأشياء التي أريد أن اتعلمها .
ما الدور التي تلعبه الديانة الإسلامية في اعمالك الفنية .
الكتابة العربية الإسلامية لنوركان نوف – "بسم الله الرحمن الرحيم "
في الحقيقة انني بدأت الرسم من لا شيء لكني اقبله كموهبة . الان سوف استغل الفرصة كي لأحصل على اكبر إمكانية من هذه الموهبة لهذا السبب عدد كبير من رسوماتي قمت بإهدائها أو بيعها بأسعار رخيصة جدا . بالنسبة أن أرى على وجوه من حصل على رسوماتي البسمة هي اكبر مكافئة لي ،بقدر ما احصل على مبلغ مالي و الذي يأتي و يذهب . كما قيل " البسمة على وجوه الناس تلمع اكثر من الذهب "
كان بودي أن انهي هذه المقابلة بكلمات منسية تحمل عنوان " الفن و الدين " للكاتب كريستيو كريستيف و حسب قوله ..... " بدون الدين ، الفن و والمشاعر الأخلاقية في الحياة ليس لها نعنى، ولا نقدر الصبر عليها ، لأنها تفقد مضمونها و معناها . الروح تعيش فيهم حياة عادية و بدونهم ممكن أن لا تجد لهم مأوى في عالم السلام، غريب عنها و هو ايضا غريب عنهم ..... "
كيف تعلق على هذه النظرية؟ وهل انت متفق على ما تنص ؟
اين النقاط المشتركة و والخلاف بين الفن و الدين ؟
تفاصيل من لوحة فنية لنوركان نوف
حسب اعتقادي أن الدين ،الفن و العلم مرتبطين بشكل مميز .و الفن هو وسط الاثنين . كل شيء مخلوق هو شكل من الاشكال الفنية . و كذلك الأمر للناس أمثالنا هم فن من فنون الخالق سبحانه وتعالى. الفن حلقة موازنة تربط بين الدين و العلم .الدين يعلمنا على الثقافة الروحية ، و العلم يعلمنا على الثقافة الجذرية ..... بهذا المعنى انت متفق مع نظرية الدكتور كريستيف.
من كل قلبي اشكرك على هذه المقابلة و الوقت الذي كرسته لهذه المقابلة ! في الحقيقة أنه أمر مشجع و ملهم أن نرى مواهب شابة من الجالية الإسلامية في بلغاريا !اتمنى بعد هذه المقابلة أن تلفت انتباه الشباب التركيز و اتباع على مواهبهم و أن يكونوا نشيطين من المجتمع الإسلامي في بلغاريا !
الديانة الاسلامية جميع الحقوق محفوظة