كلمة على مستوى الحدث في مراسم منح جائزة خوجا  (زادي محمد محي الدين أفندي)

 

اعزائي الضيوف ،السادة و السيدات

احييكم من كل قلبي ياهلا و سهلاً بكم في العام التالي لمنح جوائز  خوجا زادي محمد محي الدين أفندي .

هذه الجوائز تعطى لمن ساهم في مساعدة و تطوير المؤسسة الإسلامية و  المجتمع الإسلامي و بالتالي تجاه المجتمع ككل  في بلغاريا لان المجتمع الإسلامي هو من أهم مكوناته .إنني سعيد  جدا أنه للمرة التالية نحتفل لهذه المناسبة المحملة بتاريخ يعكس الواقع ويحمل رساله الى المستقبل .أشعر بسعادة عميقة ورضى كبير أن افتتح عيد العطاء  ،العمل الخير و العرفان .

اعزائي الضيوف ،السادة و السيدات

خلال عام 2016, بدا الناس الاسلامي الاعلى الذي هو القيادة المركزية للمؤسسة الإسلامية العام الخمس في تسلمه قيادة المؤسسة الإسلامية.وضع أمام عينيه اهداف ،من بينها هو التطور المؤسساتي المرتبط بالتاريخ و التطور و التقاليد . لهذا السبب الثبات و التطور الناجح للمؤسسة يمكن تحقيقه من خلال تحديد روح الزمن بإعادة النظر إلى  التاريخ الماضي و التطور التاريخي و الحفاظ على تقاليد و عادات محددة و قيم ثابتة .

تحت هذا المفهوم في عام 2017 قمنا بتأسيس جائزة ( خوجا زادي محمد محي الدين أفندي ). و هي في ذكرى المفتي العام الأول لجمهورية بلغاريا و التي تعطى بالفعل على الإنجازات من أجل المساهمة في إعطاء مثل حي في المستقبل .

ضيوفا الاعزاء!

المجتمع الإسلامي في بلغاريا له تاريخ عريق و حياة تعايش في سائر أرجاء الوطن . المؤسسة الإسلامية موجودة في بلغاريا منذ 141 عاما ، و دار الإفتاء العام ،الذي تم تأسيسها بعد إعلان الاستقلال في بلادنا منذ 109سنوات .كل هذا الأمر يتحدث عن مجتمع ، له جذور متأصلة . بالتحديد ان هذه الجذور المتأصلة هي التي تدعمها و تعطينا امل في المستقبل على الرغم من الصعوبات التي مر بها مجتمعنا في الفترات السابقة .

الاوقاف الذي عاش به المفتي الاول لجمهورية بلغاريا  خوجا زادي محمد محي الدين أفنديكان وقتا عصيبا .هذه السنوات كانت سنوات خرب البلقان ، وليس فقط هذه الحرب كانت سنوات الحروب الصليبية في حبال الردوبي وهي سلب الشخصية للمسلمين .لم سنوات سهلة عند حكم النظام الفاشي في تلك الحقبة .لم تكن السنين و الظروف سهلة كذلك ايضا ابان الحكم الشيوعي . لان الملحدين الشيوعيين جربوا كل الوسائل التي استخدمت سابقا في فترة الحكومات السابقة للقضاء على الهوية الإسلامية و لم يكونوا راضين عن ذلك ....

حاولوا سلب الهوية الإسلامية التركية. منعوا الختان ، الاعراس ، مراسم الدفن ،اللغة ،الثقافة ،و حتى سلبوا لنا اسمائنا .و كل هذا الأمر لم يكن كافيا حيث أن المسلمين لم يتقبلوا هذا الانتهاك و التلاعب بكرامتهم و ارقى القيم هي حقوق الإنسان . لهذا السبب حاولوا إثارة الخوف و الفزع عند المسلمين و هو ما أدى إلى طردهم من بلدهم على الرغم من أننا قلنا :

انا لست أجنبيا

انا ابنك

انا سماء ليلك الدافئ

يعرفونني

......

امي

ابي

الذي بيدي وضعته في قبره

يرقدون في ارضك

ايها البلغاري

انا ابنك

و طريقي هو طريقك

اعزائي الضيوف الكرام

لماذا تطرقت إلى الى هذه النزوة العاطفية ؟ لان هذه الأمور يحب أن تبقى حية في الذاكرة! لاننا لو نسيناها، سوف تتكرر.... و لكن كل هذه الأمور بحب أن تكون سبب جديد بأن نفهم و نقيم ماذا نملك .هذه الأمور كلها تدفعنا للعرفان ، التصرف المسؤول و التعاطف في الحفاظ على ما نملك و المطالبة بحقوقنا .

بعظ العاشر من تشرين الثاني عام 1989 أتى الزمن الذي ارجع عجلات النظام الشيوعي إلى الوراء . تنفسنا الصعداء . و لدرجة كبيرة تمكنا من الحصول على إرث أجدادنا . و لكن هو حقيقة بأن عجلة الزمن إلى الوراء توقفت قليلا ... حتى في بعض اللحظات من جديد اعادنا الى تلك الفترة المظلمة المعروفة.

في السنوات الثلاثون الأخيرة نحن الآن لم تقتنع أن الإنفاق المظلمة في حياة المسلمين في بلغاريا هي مؤقتة و ليست أبدية .و من الممكن و مصادر موثوقة بأنه يوجد اشخاص و أوساط  يريدون أن يدمجوننا  بسلب هويتنا .... و لكن أنا أؤمن أن هناك فئات مجتمعية و شخصيات تعارض هذه الأعمال التسويقية .و نحن كجزء منهم يجب علينا أن تدعمهم في عمل الخير . لهذا السبب يعود الينا الامل و يحملنا المسؤولية بأن نكون صالحين و نعمل على نشر الخير ، بأن نكون عادلين و أن نطالب بحقوقنا .

اعوائي الضيوف الكرام

نحن نتحمل مسؤولية المستقبل و ليس فقط مستقبلنا ... و بتعلمنا من الماضي ، لنعمل على بناء مستقبل مزهر مبنيا على أساس الحقوق الطبيعية ، العدل و المساواة، المعرفة ، و العلم ، المبادئ الديمقراطية و الاحترام المتبادل.الخطوات في هذا المسار عمل بها – و أؤمن انها سوف تستمر في العمل – خمسة أشخاص اليوم سوف يتم مكافئتهم بجائزة (خوجا زادي محمد محي الدين أفندي ) و الذي احييهم من كل قلبي .

و في الختام أتوجه بالشكر إلى جميع موظفي الإفتاء العام، الذين بذلوا جهودا كبيرة في تنظيم و تحضير هذا الاحتفال .اشكر الجميع ، أتوجه بالشكر إلى الذين تم اختيارهم الجائزة و الذين كانوا سببا  في التعرف على على هؤلاء الناس الرائعين الشكر العميق لكم ضيوفي الكرام بحضوركم المشرف على هذا حفل القيم و الامل .

8   تشرين الثاني                                                       وداد صبري احمد

   صوفيا                                                       رئيس المجلس الاسلامي الاعلى

 


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة