كلمة ترحيبية للمفتي العام لجمهورية بلغاريا بمناسبة  عيد المولد النبوي الشريف

اخوتي و اخواتي المسلمون 

 

ارسل  الله سبحانه و تعالى  الانبياء عند كل الشعوب من اجل هدايتهم الى طريق الهداية   . الله سبحانه و تعالى لم يترك انسان  يعيش  في الضلالة . و هكذا عندما يخرج الناس عن طريق الهداية الصحيح  ، و بعد ان يبتعدوا عن الطريق الذي  رسمه الله لهم من خلال انبيائه و رسله يرسل لهم رسل و انبياء آخرين .

ولد النبي محمد عندما كان الكفر و الجهل  في اعلى مراحله . هذا الجهل و الكفر وضع حاجباً امام النور الذي  ارسله الله على مكة المكرمة . نور الكعبة طغى عليه الظلام من كثرة الظلم ، و طريقة العيش في هذه المدينة ، اضل الناس طريقهم و ساروا في طريق  الضلاله  الذي لايرضي الله .

اذا عملنا مقارنة بين العصر الذي ولد فيه محمد عليه الصلاة و السلام و بين عصرنا الحالي  فهو لا يختلف عنه كثيراً . الفرق بين ذلك الوقت و وقتنا الحالي ان الله ارسل رسول الله صلى الله عليه و سلم من اجل ان يهدي الناس الى طريق الهداية و ان يخرجهم من الظلمات الى النور . للاسف في وقتنا الحالي لا يوجد نبي . و اذا اردنا ان نصحح اخطائنا  ، و ان نعيش بسعادة  في هذا العالم  يجب  ان نتبع طريق الجنة  ، فلا بد ان نتذكر حياة النبي محمد عليه الصلاة و السلام في  طريق الهداية . أن نسير على خطى النبي محمد ، هذا يعني ان نور مكة المكرمة سوف يسطع في بلادنا ، اذا مشينا على خطى النبي محمد  سيرضى الله سبحانه و تعالى عنا  واذا  حصل هذا الامر  لا نحتاج الى شيء آخر .

لهذا السبب في هذا اليوم الذي ولد فيه سيدنا محمد ان لا ننسى قراءة مولد و الصلاة على رسول الله محمد عليه الصلاة و السلام  . و ان نعيد حساباتنا بحكم معرفتنا ان سيدنا محمد هو قائدنا  الحقيقي و هل نحن نسير على خطاه .

لنطرح على انفسنا سؤالاً اذا كان هناك امكانية للقاء رسول الله ، هل سيوافقنا على ما نقوم به الآن و هل سيثني على  طريقة العيش التي نعيشها مع نفسنا و مع المجتمع الذي نعيش فيه ؟

في هذا اليوم  و في هذه الساعة  اذا دخل النبي محمد صلى الله عليه و سلم  الى بيوتنا   ماذا سنقول له ؟ كيف نعمل بواصاياه ؟ كيف نعيش  و ماذا  نفعل من اجل ارضاء الله سبحانه و تعالى  ؟ هل نحن من اتباعه الحقيقيين للنبي محمد عليه الصلاة و السلام  . لنتفكر قليلاً حول جميع الاسئلة التي طرحناها  و نحاول ان نجيب عليها .

في يوم ولادة سيدنا  محمد صلى الله عليه وسلم  ندعو ان نسير على طريق الهداية و بامكانية السير على الطريق الذي رسمه لنا رسول الله  و ان يرضى الله عنا و نعيش سعداء كما في الدنيا و كذلك في الاخرة ! .

كل الاحترام و التقدير

الدكتور مصطفى حاجي  - المفتي العام لجمهورية  بلغاريا 

 


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة