كلمة ترحيبية للمفتي العام الدكتور مصطفى حاجي بمناسبة ليلة الأول من رجب
أيها المسلمين المحترمين
الاحلام هي من الأشياء التي وهبها الله تعالى للإنسان، الذي هو خليفة الله على الأرض في هذا العالم العابر.لا يوجد أي مخلوق غير الإنسان يمتلك خاصية الأمل و الحلم و ان يسعى جاهدا من أجل تحقيقها ان هذه هي هبة فقط للإنسان.
غالبا ما يبقى للانسان إلا أن يتأمل و ينتظر العون من الخالق عز وجل ، لكن هذا الأمر هو نقطة تحول والتي تبدأ فيها التغيرات و تحقيق الاحلام التي فقد الامل منها من كل إنسان ما عدا الخالق جل جلاله .
و بكلام آخر اذا كانت الآمال معقودة على رب العالمين وتم اللجوء إليه فإنها ستتحقق.
ليلة الأول من رجب هي ليلة تحقيق الاماني و هي ليلة مراجعة الحسابات مع الله تعالى . و هل نحن نسعى إلى تحقيق السعادة الحقيقية ام الرغبات الدنيوية و الملذات التي لا تقودنا إلا للوقوع أمام حاجز ليس منه مخرج.
أمامنا الفرصة لتصحيح المسار اذا أخطائنا و ان نكون أكثر نشاطا و حيوية في عمل الخير و الذي يبعث النور في روحنا و في قلوبنا و تنير طريقنا بالاتجاه الصحيح .
المسلمون الذين اختارهم الله ان يكونوا مثل الإنسانية كانت قوتهم بأنهم كانوا متعلقين بالله تعالى و كتابه الكريم.
و نتيجة لهذا التعلق هو إظهار المحبة لكل إنسان و إلى كل مخلوق خلقه الله تعالى و هو دليل على عظمة الله تعالى و لا داعي لغيره و كذلك لا داعي للبحث عن السعادة في مكان اخر غير الله جل جلاله .
التسليم و الخضوع لله تعالى و ليس الكراهية و الانتقام اذا أحدهم اعتدى عليه او أذاه. الكراهية و الانتقام هما من ميزات الإنسان الضعيف و الضال و المعتمدين على الله هم أقوياء لأن الله هو حاميهم .
ندعو الله سبحانه و تعالى ان يتقبل دعائكم و عباداتكم و ان يعطيكم انتم و عائلاتكم الصحة و السعادة في جميع اعمالكم و ان يحفظكم من الضلالة .
اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم و لا تبعدنا عنه .
امين يا ارحم الراحمين
الدكتور مصطفى حاجي ،
المفتي العام لجمهورية بلغاريا .