جامع في كوكلين- كما هو في أيام النبي محمد عليه الصلاة والسلام

 

انها لحقيقة مؤلمة بان عدد الجوامع في بلغاريا ليس بالقليل  والتي تفتح أبوابها خصوصاً في شهر رمضان وبشكل نادر لعدد قليل من الزوار المسنين .يسودها الرمادية و تفقد الحيوية وتبقى فارغة بالأيام المتبقية من العام  ...

على غرار ذلك يوجد جوامع في بلادنا ليس فقط من أجل العبادة و تحولت إلى مراكز اجتماعية – مفتوحة دائما إلى الناس من مختلف الأعمار وبكلمات أخرى تسودها الطاقة و الحيوية حيث هناك دائما شيئاً ما يحدث.

هذه الجوامع هي التي يجب أن تكون تماماً بهذه المواصفات . جوامع كما كانت ايام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مشرعة أبوابها للاطفال.

هكذا يوجد جامع للمسلمين في مدينة بلوفديف اسمه جامع كوكلين. هو من إحدى الجوامع التي تسودها أجواء الحيوية التي خلال الشهرين الماضيين كانت مليئة بالأطفال  الصغار المشاركين في دورات القرآن الكريم الصيفية و التي عمل على تنظيمها دار الإفتاء العام.

خطوات قليلة قبل الوصول إلى الجامع يرى أن المساحة الخضراء  قد تحولت إلى ملعب كرة الطائرة للاطفال و من بعيد تستشعر و تسمع أصوات الاطفال المفعمة بالسعادة و السرور . جدران الجوامع تحولت إلى معرض فني عمله الاطفال ممثلاً بلوحات فنية ملونة من عمل الاطفال و التي تعطي صورة حية و جميلة في بيت الله .

بالإضافة إلى أن الجامع مكان لأداء الصلوات الخمس و مكان لتعليم القرآن الكريم فإن الجامع في كوكلين يقدم إمكانية للاطفال لممارسة العاب مختلفة و مكان للتمتع و التسلية لدى الأطفال الصغار  .هذا هو سبب يجعل الاطفال و الجيل الشاب من المسلمين بأن يحبوا الجوامع ويتكلمون عن الجامع  بشعور إيجابي . كل هذا الأمر يعود إلى سعة صدر و الأفكار التعليمية  الخلاقة التي لإمام الجامع و زوجته .- عزت و غيولجان قدير الذين كانوا معلمين في دورات القرآن الكريم التي أقيمت في الجامع خلال الشهرين الماضيين.  

و قالت غيولجان قدير خريجة المدرسة الدينية في مومتشيل غراد ل   grandmufti.bg   بأنه دورة القرأن الكريم الصيفية  بدات في شهر تموز و كان عدد الاطفال المشاركين في جامع كوكلين  10  فقط ولكن اصبح هذا العدد يزداد تدريجياً حتى أصبح عدد الاطفال 60  طفلاً .

حضانة الاطفال خلال دورات القرآن الكريم تقام كل اسبوع من يوم الاثنين حتى الجمعة. يوم الخميس كان محدداً لنشاطات ترفيهية -العاب رياضية للاولاد و أعمال فنية  للبنات و هي حول مواضيع دينية أو الخروج للتفسح في الطبيعة في نزهات. 

Гюлджан и Изет Кадир в една от учебните зали към джамията

نعمل مع أطفال من عمر 4 سنوات إلى عمر 17 عاما.مع الاولاد يعمل أمام الجامع عزت قدير و مع البنات تعمل زوجته غيولجان قدير .

و قالت الحاجة غيولجان انه لتعزيز الوسائل المادية في الجامع يقوم على مساعدتهم ممولين فأعلي خير و أحيانا السكان المحليين يتصدقوا من أموالهم و من هذه الأموال نشتري للاطفال مثلجات أو العاب للتسلية .

فكرة المعلمين من العائلة الشابة ان تصبح هذه الدورات موسمية على طول العام بحيث يزيد اهتمام الاطفال ويتعمق  .

وقالت عائلة المعلمين الشابة بان الاطفال المشاركين في الدورة أعربوا عن رغبة كبيرة بالاستمرار في المشاركة في دورة القرأن الكريم حتى بعد انتهاء فصل الصيف .و أضافت غيولجان ان الاطفال لديهم شغف في المعرفة ولا تترددوا بالسؤال عن اي امر يهمهم .

          В джамията на Куклен

من جهة أخرى ذوي الاطفال نشطاء بهذه القضية و يساعدوا على المضي قدماً بهذه الدورة. و للنساء في كل جمعة يجتمعوا في الجامع من الساعة 18:30 كل مساء للاستماع إلى محاضرات و يحضر منهم ما بين 25-30 امرأة.

من الافضل لو ان جميع الجوامع في بلغاريا تكون كما كانت في أيام النبي محمد عليه الصلاة والسلام مفتوحة الابواب و مضيفة للاطفال الصغار بحيث يكسبوا الثقة و التعلق وحب الاطفال. اعلم انه بالنسبة للجميع ان الجوامع هي بيوت الله و مكان للعبادة فقط.في أماكن أخرى حتى لا يسمح للاطفال الدخول إلى الجوامع. ولكن من المهم الإشارة إلى أن الاطفال يتوجهون إلى تلك الأماكن التي يشعرون انها تنتمي لهم .واذا اردنا ورثتنا ان يستمروا بالمسير على النهج الاسلامي و ينتمون إلى المجتمع الإسلامي علينا ان نهيئهم و ان نفتح جوامعنا و مساجدنا لهم .لأنه إذا لم نفعله نحن فهناك أبواب كثيرة مفتوحة لهم على مصراعيها . لكنه ليس بالطريق الصحيح لأن الاطفال هم مستقبل المجتمع الإسلامي.  و ما هو المستقبل الاسلامي الذي نريد بنائه اذا ما عملنا على بنائه نحن.

جامع كوكلين هو مثال حي عن  كيفية بناء جامع بلغاري عصري يشبه الجوامع في أيام النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وكيف سيتحول الجامع من رمادي إلى جامع حي يحتاج خطوة واحدة من  إصرار و تقبل و سعي و عقل منفتح و متفتح 

 

 


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة