بيان لدار الإفتاء العام بمناسبة ليلة الإسراء و المعراج
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأخواتي الأعزاء،
ليلة المعراج هي الليلة التي ارتفع بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للقاء الله سبحانه وتعالى.
ليلة المعراج هي الليلة التي محمد صلى الله عليه وسلم أتيحت له الفرصة ان يرى عالم السماوات السبع و المشاهد التي كل واحد منا سيراها بعد الموت .
خلال هذه الرحلة امر الرسول بالصلوات الخمس .
هذه هدية من الله سبحانه و تعالى له و لأمته .يفهم من هذه الهدية انه إمكانية اللقاء مع الله خمسة مرات في اليوم و هي اللحظات التي نترفع بها كل يوم إلى الله سبحانه و تعالى.
ويكفي أن نبدي رغبتنا بقلوب صافية و عقل صافي و ان نسلم جسدها و روحنا إلى الله سبحانه و تعالى .
كما هو معروف ان الثواب من هذه الصلوات الخمس هي بمبثابة 50 صلات خلال اليوم الواحد كما كان الأمر الأول لمحمد عليه السلام من الله سبحانه وتعالى . و لكن الله سبحانه وتعالى رحمة بعباده قلصها من 50 صلاة إلى 5 صلوات و التي تكافئ بثواب 50 صلاة .
هذه الرحلة الليلية و عروج النبي محمد عليه الصلاة و السلام في السماء أثارت في معارضيه وأستغلوها في محاربته و رغم المحاولات العديدة لبعث اليأس في قلوب المسلمين وتمييع الخبر إلا أن محاولاتهم بائت بالفشل.
وهذه المعجزة و الهدية الربانية التي حصلت شاء لها القدر ان تبقى إلى يومنا هذا و ان تبقى حتى يوم الحساب.
لهذا السبب في هذه الليلة علينا ان ندعو الله بكل إخلاص و نطلق العنان لافكارنا و نرجع إلى ذلك الزمن لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ونذكر العلاقة و الدعم الذي تلقاه من أصحابه و الذين دعموا بعضهم بعضا ، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى مثل هذا الدعم .
لنتذكر الأيام العصيبة التي مر بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام و سنجد أن هذه المشاكل و الصعوبات التي تواجهنا نحن ليس أكبر و لا تقارن بتلك التي واجهها محمد عليه الصلاة والسلام في تلك الأيام .
العبرة و الدروس التي نتوخاها من هذا الحدث و التي تم ذكرها في القرآن الكريم هو ان نعيد النظر في حياتنا و ان نفهم أهمية ما نعمله من أعمال حسنة التي تعود علينا بالخير كما في الدنيا و كذلك في الآخرة.
ندعو الله سبحانه و تعالى أن يرحمنا و يهدينا و ان يغفر لنا خطايانا و ان يكافئنا باعلى المستويات و هي الجنة.
الدكتور مصطفى حاجي المفتي العام للمسلمين في جمهورية بلغاريا