اعلان دار الافتاء العام بخصوص الاعتداء على عائلة نائب المفتي العام.

 

ردود الافعال بعد الاعتداء الهمجي على العائلة الاسلامية في صوفيا.

 

الحدث البشع الذي تعرضت له عائلة نائب المفتي العام السيد بير علي  في احد المحلات التجارية بالعاصمة قبل عدة ايام اطغى ببصمة سوداء على الجالية الاسلامية في الايام الاخيرة من العيد المقدس للمسلمين عيد رمضان . ولهذا السبب لم يتمكن المسلمين بتوديع هذا العيد بالفرحة كما هو المعتاد. بعد هذا الشهر الفضيل للمسلمين الذي حدث لعائلة نائب المفتي سيبقى في مخيلاتنا وفي ذاكرتنا كبقعة سوداء . ومثل هذه البقع من الصعب ان تمحى او تبقى على مدى الحياة . 

 

الكثير من الناس اعربوا عن تضامنهم و تعاطفهم مع العائلة المعتدى عليها و كذلك مع جميع المسلمين . من الممكن أن ردة فعلهم ان يكون لها تاثير على بعث القليل من الامل . هذا  جزء من ردات الفعل على ما حدث اتسمت بالعقلانية ، التضامن او مشاعر انسانية . هذه الاصوات التي نعتقد بانها يجب ان  تسمع و ان يكون لها صدى " لانها تدعوا الى اتخاذ الاجراءات اللازمة و التغيير" التغيير الذي جميعنا بحاجةً اليه.

 

بعد الحدث الذي حصل كتب الدكتور في الجامعة البلغارية الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي ما يلي :

 

" زرع على مر السنين في بعض الاوساط و على رأسهم " الاحزاب ، عدد من السياسيين ، وكالات الانباء ، الصحفيين ، و ما يدعو بانهم علماء و ما شابه ذلك ) الاسلاموفوبيا و التمييز العنصري وغياب الحكومة البلغارية كلها ادى الى انضاج الثمار السامة. اليوم في اليوم الثالث من احتفال المسلمين بشهرهم المقدس شهر رمضان تم الاعتداء على ثلاث اشخاص زوجة و ابنتا نائب المفتي العام بير علي بيرعلي . سبب الاعتداء هو ارتداء الحجاب التي ترتديه ام الاطفال . ليس النقاب ولا الخمار ولكن الحجاب . هل يوجد احد من الاغلبية الحاكمة من البرمان و المعارضة من خارج البرلمان تشك بالصلة بين هذا التدنيس و تعيين فاليري سيميونوف رئيساً للهيكلية التابعة للمجلس الوزاري المسؤول عن السياسة الطائفية . على الصعيد الاجتماعي الذي فيه امكانية تعيين فاليري سيميوف ، الاعتداء الاسلاموفي يصبح له صفة شرعية . الى اين نحن ذاهبون؟ و الى اين نريد ان نصل ؟

 

ندعو الجميع الذين يعارضون الشعبوية القومية و الاسلاموفوبية احزاب ، منظمات مدنية ، وكالات انباء و مواطنين مستقلين نتحد للوقوف امام هؤلاء ونصدهم.

 

بصدد الاعتداء الذي حصل النائب السابق محمد بيت الله قال في كلمته معرباً " هذه عوارض تدل على ان مجتمعنا يعاني من مرضٍ عضال. هذا المرض ناتج من التراكم السلبي في المجتمع تجاه الاقلية العرقية و الدينية – عدم تقبل لغتهم و ثقافتهم التي اعطيت بالتساوي، وحامليها متساوين بالحقوق و مواطنين، و التي تصل في بعض الاوساط الى التطرف : الكراهية تجاه الاخر باللغة و الاسلاموفوبيا . هذه الافكار و المشاعر السلبية تغذى وبشكل خاص من من تصريحات و تصرفات الاحزاب و المنظمات  القومية وكذلك من وكالات الانباء الكبرى ذو التوجهات المشابهة. .

 

الكثير من الناس  في بلغاريا و المتغايرين  في العرق و الدين  يعيشون بمشاعر التسامح و تقبل الطرف الاخر. تسود علاقاتهم الاحترام المتبادل وحسن الجوار  وهذا الامر هو عادة وتقليد منذ مئات السنين . هذا الوضع يجب الحفاظ عليه و تنميته . المثال الذي يحتذى بالاحترام هو موقف رئيس الوزراء بويكو بوريسوف ، الرئيس رومن راديف و رئيس البرلمان السيد ديميتر غلافتشيف بمناسبة شهر الصيام بكلمته التبريكية بحلول عيد الفطر المبارك.

 

الاساس القوي في كل دولة هو العدل في العمل عليه و تطبيقه بكل المجالات . البرلمان بصفته الهيئة العليا القيادية للدولة من واجبه العطف على شعبه ، باتخاذه  قوتين عادلة تطبق على الموطنين و طبقات الدولة  بدون تسامح " .

 

المستعربة مايا تسونوفا توجهت مباشرةً في كلمتها الى زوجة نائب المفتي في و سائل التواصل الاجتماعي قائلةً " من الصعب علي أن انتقي كلماتي ،و لكن علي ان افعله . كلمة آسف ليست كافية  أخجل من نفسي ، انه قليل ، انني غاضبة و لكن دون جدوى ، لانه اناس ليس لديهم قيمة سمحو لانفسهم بالاعتداء عليك و على بناتك.اربط عائلتكم باطهر المشاعر و الافكار و سأعمل كل ما في وسعي بان هذا الطهر و النور سيبقى مشعاً أمداً طويلاً . لنا والناس  الاخرين الذين يحتاجون اليه و يستحقوه" .

 

المدون و الصحفي روسلان طراد سأل بسخرية ، اصدقائه و تابعيه على الفيس بوك : هل تعلموا ما الحدث الابرز و الاهم في 24 ساعة الفائتة و الذي سيثير المشاعر السلبية ؟ انه تم الاعتداء على امراة في ضبح النهار في العاصمة بسبب انها ترتدي الحجاب .حتى  منتصف  الليل و ردود الفعل ضعيفة جداً الحدث الذي سيذهب هباءً .

 

نعم ، المراة هي زوجة نائب المفتي . ولكن هذا ليس بالأمر الكبير  – المعتدون لا يعلمون من هي . لقد شاهدوا أمرأة تتسوق مع اطفالها . جريمة هذه المرأة  حسب المعتدين انها كانت ترتدي الحجاب .

 

هل سيكون هناك مستغربين لما حدث سنتكلم عندما يحدث الاعظم ؟ هل سنتكلم مرة أخرى اين خطئنا و لماذا يزداد حجم الجرائم الناتجة عن الكراهية ؟ او ممكن أن لا نتكلم ؟ يدفعون النساء المسنات على الحدود ، يعتدون على امرأة محجبة ، يصفعون المخالفين لافكارهم . ماذا نفعل؟

 

خلال لقائها على قناة btvفي برنامج " هذا الصباح " الذي اثار انطباع افغينيا ايفانوفا نتيجة هذا الاعتداء كلمات السيد فايق بأنه لم يهب  الى مساعدة العائلة المعتدى عليها  أحد من الناس الحاضرين . الذي يهمني هي ردة فعل المجتمع البلغاري . " السيدة ايفانوفا اعطت مثالاً للاعتداء على امرأة ترتدي الحجاب في السويد منذ سنوات عندها النساء السويديات المشهورات في المجتمع من صحفيين و نواب  خرجوا في تظاهرة دعماً لقضية المعتدى عليها مرتديات  الحجاب  بين الناس وفي التلفاز و يلتقطوا الصور ... " ما يثير فضولي هل هذا الشيء سيحدث في بلغاريا . برأيي من الصعب حصوله . المخيف جداً هو ردة فعل المجتمع هذا ما علقت عليه البروفيسور ايفانوفا في اللقاء المتلفز.

 

من جميع الاحزاب حتى هذه اللحظة لم يصدر اي ردة فعل اوبيان  الا من حزب الحرية و الديمقراطية و حزب المسؤولية و الديمقراطية و التسامح حيث قاموا باصدار بيان بمناسبة الاعتداء الاجرامي .

 

المجلس الوطني للطوائف في بلغاريا اصدر بياناً تم نشره في صفحة مؤسسة الدين الاسلامي و كذلك بيان منظمة اليهود في بلغاريا " شلوم و المجلس الروحي الاسرائيلي المركزي .

 

الاعلامية من جريدة" كابتال" زورنيتسا ستويلوفا كتبت في تعليقها " لماذا الاعتداء على امرأة مسلمة محجبة يجب ان لا يمر كحدث شغب عادي – مادة صحفية معمقة و موضوعية تطرح  مجموعة من الاسئلة ذات اهمية كبرى و تتبع تسلسل الاعتداءات الاجرامية النابعة من الكراهية في بلغاريا.

 

هذا جزء من ردود الفعل الوحشي و الاجرامي على امرأة مسلمة محجبة في العاصمة. هذه ردود فعل بناءة ، التي يجب ان تلقى صدى و تكون مسموعة التي تكلم عنها الدكتور ايفانوف و التي بحاجة الى تعمق وليس فقط حل للمشكلة . لهذا الغرض من الواجب التركيز عليها .

نامل من القضايا التي طرحت سابقاً ان تكون لها صدى وتكون مسموعة من الاعضاء و المؤسسات من خلال اجراءات سريعة و متزامنة. وان يحدث تغيير .   التغيير الذي يملأ الفراغ  بين الديانات و المجموعات الطائفية كما نؤمن ، أن التغيير ممكن التي تسمح لنا لاستقبال و توديع الاعياد بسلام و اطمئنان و سعادة وتبعث السكينة في ايامنا . لاننا في بلغاريا ... في بيوتنا . و البيت هو المكان الذي نشعر به باننا ذو اهمية ، الذي فيه اكثر ارتياحا و مقبول مهما كان انتمائك . او هذا ما عليه أن يكون 

 


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة