هل يوجد مكانه للحقوق الانسان في الاسلام
في النقاش الذي تمت مداولته على صفحة " مارغيناليا " التابعه لجامعة صوفيا سفيتي كليمنت اخرودسكي قسم الفلسفة والذي اديرمن الصحفي اميل كوهن وشارك في هذا الحوار كل من السيد المعاون في الجامعه ميخائيل ايفانوف و البروفوسور فلاديمير غراديف و الدكتور عارف عبدالله رئيس مركز الابجاث التابع للمعهد الاسلامي العالي في صوفيا .
وكان موضوع النقاش "هل يوجد مكانه للحقوق الانسان في الاسلام "
و بدوره اشار الدكتور عارف بان لبعض الناس الاسلام هو افضل منهجيه لتكريس حقوق الانسان و للبعض الآخر الاسلام يعارض حقوق الانسان .و ان الخلاف في فهم هذا الامر يعود الى الاعمال و التصرفات التي يقوم بها بعض المسلمين و التي لا تتوافق و تنسجم مع التعاليم و الاسس القانونيه للاسلام .
في كثير من الاحيان اعمال و تصرفات المسلمين تتعارض مع النصوص القرآنيه و المعتقدات الدينيه و كذلك هو الحال في الديانات الاخرى.
يوجد شقين اساسيين في هذا السياق يمكن الاعتماد عليهم كمعياراساسي في وصف و تحليل المواضيع المتعلقه بحقوق الانسان .
الشق الاول الحريه و الشق الثاني هو كرامة الانسان .
و حسب رأي الدكتور عارف ان المنهج الصحيح في معالجة هذا الامر كما للاسلام و ايضا للديانات الاخرى و وكذلك المعاييرو القيم التي تكرس حقوق الانسان هو ان يتم تعريف و تحليل مفهوم الحريه و الكرامه الانسانيه و ما تبقى هو عباره عن نصوص و احداث .
واضاف الدكتور عارف ان مفهوم الحريه حسب دراسات و اعمال فرانس روزنتال (2003- 2014 ) في" المفهوم الاسلامي للحريه "خرج بخلاصه انه لا يوجد في النصوص القرآنيه اسم الحريه ولكن يوجد تا يدل على هذا المعنى في السياق الجذري في اللغه العربيه و الذي يعني " الحريه الماديه والاجتماعيه "و التحرر من العيوب و التشوهات في الشخصيه .
القرآن يتحدث عن التحرير و هو عملية التحرر من العبوديه و كان في اطار التوبه و المغفره هو تحرير رقبه و هذا مضمون الاطار المادي و الاجتماعي للحريه التي وضعت اسسه في بداية الدعوه الاسلاميه .و الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل ذهب الى ابعد من ذلك الاو هو حرية العقل و الروح اي الحريه الميتافيزقيه و التي تعبر بشكل قطعي عن كلمة محرر.كما كان في الغهد التي قطعته امراة سيدنا عمران ام سيدتنا مريم على نفسها كما ذكر في الآيه الكريمه رقم 35 إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
اي انها اعتقت هذا الطفل الى رب العالمين و يقوم في خدمة الله سبحانه و تعالى .
في الترجمه البلغاريه كلمة محرر تعني من اجل خدمة الله . و بالتالي ان القرآن يتحدث عن الحريه القانونيه وهي الحريه الفكريه و الجسديه اي الحريه الميتافيزيقيه .
توصل العلماء الى ان الحريه الفكريه التي يدعو لها القرآن هي اهم من الحريه الحريه الجسديه او الماديه .و كما هو الحال في العبوديه الفكريه يستعبد ليس الفكر فحسب بل تستعبد الروح الانسانيه .
واضاف الدكتور عبدالله انه وفي لحظه تاريخيه مهمه في التاريخ الاسلامي كان القرآن و ضحا و جليا في هذه النقطه اذ اعلن و بوضوح في مجتمع متعدد الديانات و العقائد انه "لا اكراه في الدين " و هذا يجسد الحريه الفكريه .
اما الضيف الاخر للبرنامج ميخائيل افانوف اشار في منقاشته بان العالم يشعر بالالم ازاء ما يحدث من العنف و الاضطهاد منذ عشرين عاما و ان هذا العنف ليس من اناس ينتمون فقط الى الاسلام و هذا ما يجعلنا ان نسلط الضوء على الاحداث التي تقع في سوريا و العراق و الاضطهاد و الاعمال الوحشيه التي تمارسها ما يسمى دولة الاسلام و تحت راية الاسلام و انه لامر محزن ولكن ما يدعو للتفاؤل هو ان هناك شق كبير من العالم الاسلامي يشارك في حربه ضد هذه الظاهره .
ونوه السيد ميخائيل الى تلك المرأه الباكستانيه ملالا يوسف زاي التي حصلت على جائزة نوبل للسلام لدفاعها عن حق المرأه المسلمه في التعلم و التي سارت على طريق والدها المتدين و اشارت انه اول آيه نزلت في القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هي "اقرء , اقرء , اقرء " وهذا كلام الله و الذي يؤكد ضرورة التعلم للمرأه كما للرجل . هذا هو المصدر الاساسي اي كلام الله ولكن حركة طالبان و التي ترفع شعار الاسلام امرت بقتلها و حاولوا ذلك و لكنها نجت باعجاب . ومنذ ذلك الوقت وهبت حياتها و بدعم من والديها و المقربين منها في العمل على تعليم الاطفال في كل العالم .