مناشدة لمجلس المجتمعات الدينية الوطنية في بلغاريا.

ايها المواطنون المحترمون ،

اعزائي الاخوة و الأخوات ،

      في 20 / 11 / 2016 وللمرة التالية على التوالي يعمل مجلس المجتمعات الدينية و بالتعاون مع المنظمات الحكومية و الغير حكومية بالأحتفال باليوم العالمي لضحايا احداث المرور على الطرق . في جميع المعابد في بلغاريا في بلغاريا سيتم الدعاء بالرحمة على أرواح الضحايا البالغ عددهم 593 من شهر كانون الثاني حتى شهر ايلول الذين سقطوا في احداث الطرق وكذلك الدعوة بالشفاء العاجل الى المصابين اثناء هذه الحوادث والبالغ عددهم 7942 .

الأرقام بحد ذاتها تثير الصدمة إثر  هذه الحرب المعلنة على الطرقات حيث أشارت التقارير الى ان ضحايا أحداث المرور بلغ عددهم ما يقارب 121 و المصابين 2352 حيث تتراوح أعمارهم بين (15 – 29 ) عاماً .

من الصعب التصور هذه المأساة اليومية ، التي يعيشها أهالي الضحايا و المصابين . من الصعب ان نتصور النتائج الزمنية و انقطاع حياة و مستقبل الشباب ، كم من العباقرة ، والاطباء البارعين ، المهندسين ، الفنانين ، الرسامين ، الكتاب الذين حرموا من ترك بصمة في الحياة في الواقع المعاصر والتاريخ البلغاري ، من اجل المساهمة في تطوير وتقدم بلدنا .

        و الجميع يتسائل من المقصر و المذنب بهذا الأمر ، الجواب واضح وهو أن جميعنا مقصرون بهذا الأمر ، الآباء و الأمهات ، الأخوة والأخوات ، المجتمع ككل ، لأننا لم نقدر على تنشئة وتربية أبنائنا ان يكونوا على قدر من المسؤولية في الطرق ، وان يحموا أنفسهم ويحموا الناس المحيطة بهم. لأن التربية تبدأ من الأهل ، لأننا نحن الذين يقومون بتوجيه أطفالنا في تحمل المسؤولية أو عدم تحملها في تصرفاتنا على طرق المرور .

هل فكرتم يوماً عند خروجكم لتوصيل أطفالكم الى المدارس و الى رياض الأطفال ، بدلاً من التركيز على إشارات المرور على الطرقات نبدأ بتعديل معدلات السرعة و التكلم على الهاتف بنفس الوقت ، نبحث عن السجائر ، التبرج في النظر الى مرآة السيارة او المشاجرة مع الزوجة متناسين بأنه خلف المقود في المقعد الخلفي يمكثون اطفالاً. 

تحملنا المسؤولية تجاههم وتجاه المارة هي مسؤليتنا نحن فقط ومثالاً يجب الإقتداء به ، حيث نعطيه بتصرفنا هذا عند المرور على الطرقات اثراً يطبع في وعي وذاكرة أطفالنا كنموذج للتصرف أمامهم .

أخوتي وأخواتي ألاعزاء ،

        في كل مرة تجلسون خلف مقود السيارة انفضوا من ذاكرتكم المشاكل و الأفكار السلبية ، وجلوا هم تركيزكم على المحافظة على  قوانين السير وأدعو الخالق و لو للحظة ان يحفظكم و يوصلكم الى المكان الذين تريدون الذهاب اليه . لأن الجميع يعلم بأن الله يحبنا و يحفظنا ، ولكن مقود السيارة بين يدينا ومن  المتوجب علينا ان نتمسك به بثبات .لأننا مسؤولين امام الله على حياة اطفالنا و عائلاتنا و عن حياة الجميع من حولنا .

 

                        ندعو  الله  أن يكون معنا في الطرقات و السنة المقبلة في مثل هذا اليوم ان نتوجه له بالشكر و العرفان بأنه صب في رؤوسنا العقل و الوعي وأن يكون ذلك سبباً بالدعاء بالصحة و العافية ولا يكون بالترحم على الضحايا . بارك الله فيكم .

 


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة