بيان احتجاجي ، ضد محاولات تقييد الحريات الدينية في جمهورية بلغاريا الذي  تم صياغته  في اجتماع المجلس الاسلامي الاعلى للمؤسسة الاسلامية في جمهورية بلغاريا في العاصمة صوفيا في 13 \ 06 \ 2016

المجلس الاسلامي الاعلى ، بصفته هيئة مركزية وعضو قيادي ديني  للمؤسسة الاسلامية ، ممثلا المجتمع الاسلامي في جمهورية بلغاريا ، يدعو الى حقه في  ممارسة معتقداته الدينية ، وفقا لما نصت عليه الحقوق الطبيعية و الديمقراطية لحقوق الانسان المتفق عليها دستوريا في جمهورية بلغاريا ، كما في البيان المشترك لحقوق الانسان الذي صدر عن الامم المتحدة لحقوق الانسان ، و كذلك في مؤتمر الاتحاد الاوروبي بما يخص حقوق الانسان نعلن ما يلي : 

بالنظر الى تنامي  ظاهرة التعصب و الكراهية للاسلام ( الاسلاموفوبيا ) ،  في السنوات الخمسة  عشر الاخيرة و التي تندرج ضمن مخطط عالمي و استغلاله  الى نقل هذه الظاهرة على المستوى الوطني ، فاننا نعبر عن قلقنا العميق ازاء هذه المحاولات الهادفة الى تقييد الحريات الدينية تحت ذريعة  ، الهستيريا و الشعبوية من قبل بعض السياسيين و الدوائر الحكومية  التي فرضت قيودا على الحقوق الدينية، وحماية الأمن القومي والنظام العام.

في هذا السياق، فإننا نشعر بالقلق من تصرفات بعض البلديات و بوثائق قانونية تعمل على تقويض الحقوق الدينية ومشاعر المسلمين وحظر ومعاقبة ارتداء بعض الملابس التي تغطي الوجه. لان هذا النوع من اللباس حسب تفاسير قوانين اهل السنة هو امر ديني و واجب على المسلمات .

وعلاوة على ذلك فان الجالية المسلمة قلقة جدا و مصدومة من هذه الاعمال من خلال مشروع " ارتداء اللباس الذي يغطي الوجه بشكل كلي او جزئي " بان يتم منعه و الذي هو لباس تقليدي يعود الى مئات السنين و هو لباس نص عليه الدين الاسلامي مثل ( حجاب ، غطاء الراس ، خمار ، منديل من القماش  و الخ .... ) بالنسبة الى النساء المسلمات وهذا المشروع يقوم تحت ذريعة الحفاظ على الامن القومي و النظام العام  و الذي يخص المواطنات اللواتي يعتنقن الدين الاسلامي .

يجب علينا ان نذكر ان الجالية المسلمة في بلغاريا تمثل بالمؤسسة الاسلامية وهي مؤسسة لها تاريخ يعود الى اكثر من مئة عام ، وكل المحاولات التي تهدف الى التحدث باسم الجالية المسلمة واقصاء المؤسسة الاسلامية هي عدم احترام و تجاهل  للديمقراطية و الدستور ، آخذين بعين الاعتبار الحقائق بأن المؤسسة الاسلامية من صلاحياتها هي تنظيم الحياة الدينية و الدفاع عن الحقوق الدينية للجالية الاسلامية في بلغاريا .

نعلن ، بأننا سندافع عن حقوق الانسان و خاصة حقوق الانسان الدينية ، وسندافع عن التقاليد التي تمارس منذ قرون وعن الهوية الاسلامية للمسلمين في بلغاريا بكل الوسائل القانونية و الديمقراطية وكلنا قناعة بان هذا هو واجب وطني عام في بلد ديمقراطي لمواطنيين لهم كامل الصلاحيات في بلغاريا و اوروبا .

لهذا فنحن بشكل واضح وقاطع ،نعارض محاولات تجريم الالتزام الديني والذي هو مهم في  الدين الاسلامي وعلى وجه الخصوص ارتداء الحجاب من قبل النساء المسلمات.

نأمل من مؤسسات الدولة في بلغاريا أن تتخذ  نهج الحكمة والمسؤولية الاجتماعية عند اتخاذها القرارباعتمادها  القوانين المتعلقة بالحق في حرية ممارسة الشعائر الدينية، وعدم الانجرار  في  المشاركة بالشعبوية السياسية الرخيصة التي من شأنها ان ترجع الى ذاكرة  الجالية المسلمة الى الايام الظلامية قبل عام 1989 ، وتمحى تلك الجهود الكبيرة المشتركة  التي تم بنائها 26 عاما  في  بناء الديمقراطية في جمهورية بلغاريا عن طريق ضمان احترام حقوق الإنسان الحقيقية.


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة