دار الافتاء الاقليمي في سموليان قام بالقاء محاضرات تثقيفية بمناسبة اسبوع مولد الرسول محمد عليه الصلاة و السلام
في اطار جدول زمني اسبوعي ما بين 18 – 24 نيسان 2016 وتحت اشراف مؤسسة الافتاء العام ، عمل دار الافتاء الاقليمي في سموليان برنامج ديني في ستة اماكن يقطنها المسلمون في منطقة سموليان ، ديفين ، نيديلينو ، قرية سريدنوغورتسي ، مدينة تشيبيلاري ، قرية الخوفيتس و قرية بورينو .
وكان البرامج قد اعد بمناسبة اسبوع ولادة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام . حيث كان الهدف منه هو تقديم للمجتمع الاسلامي و للمجتمع ككل مفهوم للديانة الاسلامية حول التعايش المشترك بين الناس بغض النظر عن الانتماء الديني ، و العرقي و الوطني .
وخلال المحاضرات التي القيت شدد المحاضرين ، على نقل صورة جيدة عن الاسلام معتمدين على النصوص الاصلية في القرآن الكريم و مثل الرسول محمد عليه افضل الصلاة و السلام ، و اشاروا الى ان الاسلام هو ديانة اسست على الامربالمعروف والهدي الى طريق التعايش المشترك و الذي تم بناؤه على اسس متعددة :
اولا : سبب الخلق للناس هو تاكيدا لكلام الله تعالى حيث ذكر في القرآن الكريم " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .( القرآن الكريم سورة 49 اية رقم 13 ) .
ثانيا الرسائل السماوية للناس التي تم ارسالها عن طريق الرسل و الانبياء الى البشرية جمعاء على مجرى التاريخ " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " ( القرآن الكريم سورة 16 اية رقم 36 ) و" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ " ( القرآن الكريم سورة 21 الآية رقم 25 ) .
ثالثا : و هو الطلب الابدي من الله جل جلاله و هو العدل بين الناس . " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " ( القرآن الكريم سورة 16 الآية رقم 90 ) . الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ينقل حديثا عن رب العالمين " يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي ، وحرمت الظلم بينكم ، فلا تظالموا " .
رابعا : الاسلام يضمن الامن الشخصي و الاجتماعي ، من خلال الحفاظ على القيم الانسانية المشتركة وهي حق الحياة ، حق الملكية ، حق العائلة ، الكرامة ، حق الترشيح وحق ممارسة العقيدة . وتاكيدا على ذلك ، امرنا الرسول عليه الصلاة و السلام حين قال : ” مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ “ . ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه ) ، ( المؤمن من اؤتمن على ثقة الناس بالنسبة للحياة و الاملاك ) . في خطبة الوداع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال و هو على فراش الموت " أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – أللهم بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
في اطار البرنامج التثقيفي الاسبوعي الذي اقيم على شرف ولادة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، تمكن مئات من الناس ان يتذكروا و يتعرفوا على رسالة الاسلام بما يخص التعايش المشترك . طرح الحضور العديد من الاسئلة وشاطروا ارائهم ببعض القضايا التي تخص المناسبة ، وتمنوا مثل هذه البرامج ان تكون اكثر حدوثا في المستقبل و ذات طابع شعبي اكبر . توجه المفتي الاقليمي بالشكر العميق للحضور لهذا البرنامج ومتمنيا في المستقبل لبذل جهود كبيرة لتوطيد و تطوير التعايش المشترك ، الذي له جذور عميقة في جمهورية بلغاريا .