المفتي العام : المسلمون مدعوون لشرح المبادئ و القيم الاسلامية

في المؤتمر الذي نظمه من دار الافتاء العام ، و الذي عقد في  احد فنادق العاصمة في 28 آذار من هذا العام في فندق " رامادا "  و الذي كان تحت شعار " العقيدة الاسلامية  2016 – 2021 ، تحدث المفتي الدكتور مصطفى حاجي قائلا " على الرغم من ان الدين ابعد الى اطراف الحياة الاجتماعية ، و لكن الحقيقة هي ضرورة ومهمة من اجل اعادة الناس اليه  وتوجيههم نحو القيم الروحية ، التي تعيد العلاقات الانسانية الى مكانها الطبيعي . نشهد اليوم العنف الذي يمارس ضد الاطفال ، التلاميذ ، كبار السن  و هلم جرا  ،  وكل هذا بسبب حقيقة واضحة وهي  بعد الناس عن التربية الدينية التي تؤدي الى استبدال نظام القيم الانسانية في المجتمع ".

كان الهدف من هذا المؤتمر ، هو تعريف الرأي العام بالانشطة المتشعبة للمؤسسة الدينية و تطلعاتها المستقبلية من اجل تطويرها .

وشارك في اعمال المؤتمر المدير السابق للمعهد الاسلامي العالي البروفسور الدكتور ابراهيم يالوموف ، رئيس المجلس الاسلامي الاعلى السيد فدات احمد ، و نواب المفتي السادة مراد بينغوف و بيرعلي ميوميون ، و الامين العام احمد احمدوف .

و اضاف المفتي في خطابه ، انه يجب علينا ان نوضح للمسلمين ، بأنه ليست بجريمة ان يكونوا مسلمين . حرية المعتقد هو حق مضمون و معترف به في الدستور البلغاري ،والتشريعات الحالية والصكوك الدولية المعنية بحرية المعتقد . واشار  المفتي العام في تقريره الذي قدمه ان هذا الحق والشرعية ، يعطينا الثقة بالنفس للمقاومة بالوسائل السلمية محاولات لربط المسلمين في بلغاريا الإرهاب ".

وأشارالمفتي العام  إلى أولوية تربية جيل الشباب على المسؤولية و حب الوطن ، وهو ما يعبر عنه في التعاون مع مؤسسات الدولة للحفاظ على السلام والحرية، وعدم الرضوخ للاستفزازات التي يقوم بها السياسيين والقوميين و التي من شانها تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية على ظهر المسلمين.

واضاف الزعيم الروحي ، بأن الوجهة الاساسية للمسلمين ، يجب ان تتخذ منحى واضح في تقديم المبادئ الاسلامية و بشكل مفهوم لعصرنا الحالي . ودحض  عناصر التفكير الراديكالي . حيث ان هذه العناصر الراديكالية يعملوا على تغطية مخططاتهم الخبيثة باسم الاسلام و الجهاد ، حيث يقوموا بنشر افكارهم عبر الانترنت وهي تحت متناول كل شاب . و لهذا السبب فان العقيدة الاسلامية يجب ان تعلم وان يتم الدعوة اليها من قبل اناس مختصين في هذا المضمار و ان يكونوا مسلمين ، يخشون الله العلي القدير و عدم اعطاء الفرصة لتفسير ايات القرآن و الاحاديث بطريقة مختلفة عن المتفق عليه عموما  .

ويرى المفتي العام ، ان المجتمع الاسلامي في بلغاريا ، لا يزال يخضع للمارسات الضغط من قبل المنظمات القومية المتطرفة . ومثال على ذلك الاحتجاج الذي نظم من قبل حزب سياسي قبل اسبوعين في حي اليولين في العاصمة لهو دليل على ذلك .  

من الطبيعي ، ان لكل شيء له جوانبه السلبية و الايجابية . الجانب الايجابي من هذه الحادثة ، ان المسلمين بدأوا يستوعبوا ، ان يكونوا يدا واحدة ضد محاولات بعض الدوائر (وتشمل في الغالب السياسية) التي تهدف إلى الصاق  كل السلبيات الى  المجتمع الإسلامي  على خلفية ما يحدث في جميع أنحاء العالم بأنها محاولات لاستخدام الدين لأغراض سياسية، وذلك باستخدام جميع الوسائل (بما في ذلك الإرهاب).  نحن مدعوون للدفاع عن قيم ديننا وثقافتنا وكذلك لمحاولات تشويه الإسلام من خلال الإرهاب والعنف، والذين يسعوون الى وضع كل المسلمين  تحت قاسم مشترك واحد.

نحن المسلمون ، مدعوون الى توضيح وشرح مبائ الاسلام . على الرغم من بساطة هذه العبارة ، نحن معنيون بالاستمرار في التكرار ، لان الاطراف التي تم ذكرها آنفا ، تريد منا ان نتخلى عن هذا المبدأ ، وان نتقبل وجهات  نظرهم .

و اشار المفتي ايضا في خطابه ، ان نتخلى عن مكافحتنا لهاذين النقيضين ، هو يعني ان نترك الانسانية تتآكل ، و الذي لم يتقبله اناس ذو تفكير سليم و مسؤول مثلنا كمسلمين .

الحوار بين الاديان ، لا يهدف الى تغيير المبادئ لديانة او اخرى و لا يهدف الى خلق معتقدات مشتركة بين الاديان المختلفة . الهدف من هذا الحوار هو اظهار الاحترام المرموق  الى كل الناس ، بغض النظر عن توجهاتهم الدينية ، لاننا جميعا ، خلق الله جل جلاله . و بالفعل ان الحوار بين الاديان ، ليس بالامر الجديد ، فهو مبدأ اساسي لكل رسول ارسله الله تعالى ، بعث  برسالة لتعليم الناس على الخير . و اضاف الزعيم الروحي ، ان عدم وجود هذا الحوار يؤدي الى احداث صراعات داخل المجتمعات .

وحسب وجهة نظر المفتي العام ، ان دار الافتاء العام ، كانت و لاتزال موالية للمؤسسات الحكومية في بلغاريا ، على الرغم من ان الحكومة كانت تقيس بمكيالين فكانت أما لطرف و حماة للطرف الآخر ، وعندما يتم الحديث عن هذا الامر ، فان مؤسسة الافتاء هي الطرف المتضرر .

كمواطنين بلغار نحن مدعوون بأن نبذل  قصارى جهدنا ، من اجل الحفاظ على السلم و الديمقراطية في بلادنا .


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة