الدكتور عارف : التفسير الحديث للجهاد هي قوة  محركة للتطور و التنمية  ، وليس سبب للحرب

عقدت الدورة الثانية عشر  للمنتدى العالمي للحوار بين الاديان   في قطر ، و كان تحت شعار  "أمن و  سلامة المعتقدات  الفكرية الروحية " ،  حيث قام  بتنظمها المركز الدولي للحوار بين الأديان في الدوحة . ومثل بلغاريا الدكتور عارف عبد الله، رئيس مركز الأبحاث في المعهد الإسلامي (www.isrcbg.com) في تقرير بعنوان: "فهم الجهاد وأثره على التواصل

في تحليله النقدي يبين الدكتور عبد الله ، أنه  على نطاق واسع تم فهم ،  أن الجهاد هو مرادف للحرب الدينية هو نتيجة الميول المستحدثة  وخصوصا ذلك الجانب من معنى الجهاد، الذي القى بظلاله على  تحفيز وفهم الوضع التاريخي والاجتماعي والسياسي، حيث يتميز بالصراعات والحروب بين الأديان، خارجيا وداخليا. جذور هذه الميول  عميقة لأنها تتغذى من أحداث تعود الى قرون ماضية  : و هي لغة القوة مثل  بيزنطة والساسانيين، التنافس بين المجموعات الإسلامية، والحروب الصليبية والاستعمار من العالم الإسلامي، والثورة الإيرانية ... حتى "الدولة الإسلامية" اليوم.

نتائج الدراسة المنهجية الصارمة تظهر أيضا أنه ، في الجانب اللغوي والمعياري فان  المفهوم البحتي للجهاد يتميز بمجال بمشاعر حساسة  و واسعة  حيث  تشمل السعي المستمر في تقدم و تطور المستويات الفكرية والأخلاقية والروحية في طريق الخير و الصلاح وتطور مميز الجوانب . في هذا المعنى، وطبيعة المجتمع الحديث وطريقة الحياة اليوم توفر لنا أسباب وتحفزنا لتحديث وتسليط الضوء على جوهر الجهاد كقوة دافعة للتنمية، وليس لتقييده  بين موقعين قطبيين: الحرب - الزهد، الجهاد الاكبر  والأصغر و تعميمه  على أساس تقاليد ليس لها اي اصول .

و كذلك ايضا من  المنظور اللغوي والتنظيمي ، باعتبار مفهوم  الجهاد مبدأ للتحسين المستمر، و هو امر غير قابل للشك ، وتغيير النظرة تجاه التطوير والتواصل مع الناس في سياق التنوع، و في الوقت الذي نؤطره و نضع له الحدود  بين  الحرب أو الزهد يدفع حتما، إلى العجز الفكري وأسس للصراع الديني ألاثني . لذلك، يمكن و بكل  بحق أن نحدد عصر أعظم الاكتشافات العلمية للمسلمين وجهودهم لتخصيب و اثراء  الثقافات بين الشعوب  بالجهاد. عندما كانت الطبقة الحاكمة كانت تسيطر  عليها العاطفة المجنونة لاكتساب المعرفة؛ عندما كان البحث عن  البركة  اللاهية  من خلال تطوير قدراتهم الفكرية. هذا النوع من الجهد والرغبة اعطى قوة دفع ليس من اجل السلام  فحسب، بل للمصلحة العامة والتعايش على أساس التبادل الفكري والثقافي.

اليوم نحن بأمس الحاجة للتعايش السلمي و المثمر و التطور والتنمية و ان يكون  نهجنا في قراءة الأحداث التاريخية وتصور المفاهيم الدينية. يقدم لنا التاريخ الفرص لتقديم طلبات ومطالبات مختلفة. اذا كان هناك من يريد تسليط الضوء على الدور الإيجابي للمسلمين في التعايش مع الاخر ، سيكتشف ذلك  النوع من  الاستنتاجات في  المصادر الغربية : لنتصور النهضة أوروبا وتطورها دون مساهمة من المسلمين . كأن نتصور  التاريخ القديم ولكن من دون الأمير الدنمركي هاملت،! واذا اراد احد  العثور على مصادر هذه المعلومات أن المسلمين متسكعين  في جميع أنحاء أوروبا مرة أخرى سيكون صعبا. وبالمثل، فإن عمل ألبرشت دورر من القرن السادس عشر، والذي صور الملك كارل العظيم  بسيف في يده اليمنى و الصليب في اليد  اليسرى، يمكن أن يفسر من قبل البعض بأنها محاولة لحماية القيم المسيحية، ولكن الآخرين يمكن أن يرى ذلك بمعنى آخر و هو  فرض الديانة المسيحية بالسيف.

فلا بد من نهج ومنهجية واضحة وأكاديمية للوصول إلى مخطط موضوعي ومبدئي من المفاهيم التي فقط يمكن إزالتها وإبعادها  عن الظروف والتناقضات التاريخية، و يتم تجميدها. وهذه مهمة أكاديمية صعبة ، ولكنه أمر لا مفر منه، لأنه إذا كان يمكن أن تثق في نتائج مركز الأبحاث الأميركية "بيو" بحلول عام 2050 فإن عدد السكان المسلمين في كوكب الأرض سيزداد  بنسبة 75٪، و انه لغاية في  الاهمية ، كيف هؤلاء الناس سوف يفهمون مفهوم الجهاد والمفاهيم المتناقضة الأخرى.

http://bnt.bg/part-of-show/dialog-mezhdu-religiite-sreshtata-v-doha


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة