هل عام آخر من حياتنا ونحن بشكل متتالي تقترب من رحمة الله سبحانه و تعالى . لكن العام الماضي كانت مختلفة لأنه واجهنا احداث و تحديات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية . هذه التحديات هي وباء كورونا COVID-19 التي من الواجب علينا أن تقبلها كفرصة و امتحان .

هذا الأمر تكرر كثيرا ،لكن في نهاية هذا العام ،من الواجب على كل فرد فينا أن يعمل حساباته و أن ينظر إلى نجاحاته و اخفاقاته . الوباء كان مفيدا لبعض الناس بأن يكونوا مفيدين لأنفسهم ، لاقربائهم و للمجتمع . بعض الناس اختفوا عن الأنظار في أيام الوباء و أطلقوا عنان رغباتهم الجسدية و ملذات الحياة . بعض الناس كانوا يطمحون اربح اموال اكثر ، البعض الآخر حاول أن يستغل الوباء لمكاسب سياسية بحتة .بلا شك بأن الله سيعطي كل فرد ما يستحقه لأنه لا يمكن أن تهرب من علم الله سبحانه وتعالى لأعمالها .

اخوتي واخواتي المحترمين ، ليس أمر حتمي أن الإنسان يخطئ ، وليس أمر حتمي أن نفقد الفرص ، و احيانا من الأفضل أن نخطئ من أجل أن نتذكر بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى . المشكلة عندما يتقبل الإنسان الأمر بالطبيعي أن يبتعد عن الله سبحانه وتعالى. المشكلة عندما يصبح قلب الإنسان مكنونا ، كما قال الله تعالى في القران الكريم في سورة الزمر في الآية رقم 22( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

في بداية العام الجديد 1442 لنعمل على تحسين علاقتنا مع الله ، وبعد ذلك أن نتسالم مع أنفسنا ، و مع الناس من حولنا .. لتتوجه بالشكر إلى الله تعالى أن اعطانا الفرصة بان نصحح مسارنا و نعوض ما فقدناه. الله تعالى يعطينا الصحة و الحياة المعمرة ، و يشفي المرضى أن يرحم اؤلائك الذين غادروا الحياة .

مبارك عليكم العام الهجري  الجديد 1442

الدكتور مصطفى حاجي

المفتي العام لجمهورية بلغاريا


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة